🕋 الحج… مدرسة العمر
📚 مقدمة:
في حياتنا نمر بمدارس كثيرة:
مدرسة الطفولة، مدرسة التجارب، مدرسة الناس...
لكن في مدرسة وحدة تعلّمك أشياء ما تُنسى،
مدرسة تغرس فيك الصبر، التواضع، الصدق، والمسؤولية عن قلبك قبل أفعالك.
هذي المدرسة اسمها: الحج.
⌛ درس الصبر:
من أول لحظة في رحلة الحج…
تحس إن كل شيء يعلمك الصبر:
الزحمة، الطوابير، حرارة الجو، التعب، وحتى خطأ غيرك.
لكنك تمشي بثبات…
مو لأنك مجبور،
بل لأنك اخترت تكون "قريب من الله"،
مو بس في المظهر، بل في أخلاقك وسلوكك.
الصبر في الحج مو ضعف،
هو تماسك صامت فيه رضا وقوة من الداخل،
تقول فيه لنفسك:
"أنا ماشي بثبات… لأني رايح لشيء أعظم من كل مشاغل الدنيا."
🤍 درس التواضع:
أنت مثلهم تمامًا،
تلبس زيهـم،
تمشي معاهم،
وتفكر مثلهم،
ما حد يفرقك عنهم باسم أو شكل أو مكانة.
تشعر بأنك أنسان. راجع لنقطة البداية.للصدق. للهدوء. للنية الخالصة
وكل ما شعرت بالتساوي، حسّيت بالراحة.
الحج يعلّمك تهوّن على نفسك،
وإنك تشوف الناس بعين المحبة، لا بعين المفاضلة،
وإنك تتعامل من قلبك،
🎯 درس النية الصافية:
في الحج، ما فيه جمهور،
ولا شهرة تلاحق أفعالك،
ولا كلمات تقال لأجلك،
ولا كاميرا تلاحق تفاصيلك.
أنت هناك علشان "ترجع صافي"، علشان تبني بينك وبين الله جسر من دعاء وصدق
حتى دمعتك… تطلع من أعماقك،
ما أحد يصفّقلها،
ولا تُروى كقصة،
لكنها تُحفظ عند الله، وتُوزن في صحيفتك.
وهذا أصدق ما يمكن أن تفعله…
أن تكون نقيًّا في سرك، كما تحب أن تكون في علنك.
🕊️ درس الرحمة:
تشوف الحجاج… فيهم كبار بالسن، ومرضى، ومتعَبين،
لكنك تشوف في عيونهم رغبة عظيمة ما توقف.
وقتها. تبدأ تمد يدك، تبادر، تفتح قلبك،
وتحس إنك صرت "أقرب للبشرية"،
صرت قلـب يشارك الرحلة، مو بس يؤدي المناسك.
كل لحظة تعلّمك كيف تعيش بلين، وتفكر بغيرك،
وكيف تصير إنسان يشعر من جوّاه قبل لا يتكلم.
🧭 بعد الحج… التخرّج الحقيقي:
إذا رجعت من مكة،
اسأل نفسك: "وش تغيّر فيني؟"
هل صرت أهدأ؟
هل صرت أصدق مع نفسك؟
هل قرّبت أكثر من ربي؟
هل صرت ألطف، أرحم، أهدى؟
إذا نعم…
فـ مبروك،
أنت ما رجعت،
أنت وُلدت من جديد.
🌙 خاتمة:
الحج مو مجرد عبادة بالجسد،
هو تجربة ترمّم الروح من جوّا، وتخليها تشعّ على مهل.
اللي يمر من هالمدرسة،
يخرج منها إنسان يفهم:
إن القرب من الله ما يحتاج ضجيج…
بس يحتاج قلب صادق، ونية نظيفة، وخطوة شوق.
